jueves, 25 de enero de 2007

Articulo de Hanny Darwish / مقال بقلم هاني درويش - بيت حانون لن تكون آخر الحكاية

بيت حانون لن تكون آخر الحكاية"مراجيح" صرخة الألم الفلسطيني التي لن تراها في نشرة الأخبارالذي نعرفه عن فلسطين خارج المشاهد اليومية لأعمال الإغتيال الدموية ومظاهرات الشجب والتضامن قليل، فالإعلام تحت حمي الصراع الدائر هناك بين قهر إحتلال يدخل النصف قرن بكامل عنفوانه وشعب صامد لايستطيع أن يتجاوز ما درج هو نفسه علي خلق أسطورته ، أسطورة الدماء النازفة والتي تحولت من فرط تكرار مشاهدها إلي وجبة يومية نلوكها فيما نحن نمضغ طعام العشاء وأيدينا تعبث بالريموت كنرول ، نعرف فقط العدد النهائي لقتلي يوم آخر من الصراع لمجرد أن نطمئن علي أن عددهم ليس في إزدياد ، فلسطين التي تم إختصارها فجأة في تلك المعادلة المبسطة تحتوي ما هو أكثر من ذلك ، أكثر من إحتمالات حكومة الوحدة الوطنية وتشكيلها المفترض ، تحتوي علي ماهو أكثر من ذلك التلخيص المدهش والمازوخي والذي يعودنا علي إيلام النفس بجريمة الصمت ، تحتوي قبل ذلك كله علي بشر يبكون بعد أن يخلدوا إلي حصاد يومهم الدامي ، يبكون حسرة الوطن السليب والمأزق النفسي لشعب بات رهنا لقضية تحرره الأخيرة والنهائية ، فلسطين آخر دولة في العالم لا زالت تخضع للإحتلال وفيما يبلي مفهوم التحرر الوطني الذي إستهلكت موضته منذ عقود ، لازالت هناك بقعة علي الأرض تحلم بعلم ونشيد ومدرسة ، والفن وحده هو الجدير بإكتشاف ما هو أبعد من تلك الصور المعلبة .قسوة الخطوط المتقاطعةففلسطين التي يقدمها المخرج المصري الأسباني باسل رمسيس في فيلمه الوثائقي " مراجيح " تبدو حقيقية وواقعية وعنيفة بحجم الصدق الذي إحتوته تلك الحكايات لنساء فلسطينيات يعانين قمع الإحتلال بنفس الدرجة التي يعانين بها من قمع الأعراف الإجتماعية والتقاليد ، مستويان من القمع يتداخلان ويتشابكان في حكايات بلغت حد العشرين حكاية ، جالت الكاميرا داخل الأراضي الفلسطينية بين خطي الهدنة لعام 1949 ، فلسطين من صحراء النقب جنوبا حتي الجليل الأعلي شمالا ومن الضفة الغربية غربا حتي قطاع غزة شرقا ، داخل أراضي عام 1948 في قراها المهجرة والمحاصرة بالمستوطنات كما في مدنها الكبري ، وما وحد بين كل هذه الجغرافيا الممتدة وجع واحد وبكاء تتخلله شعارات الصمود ، نساء يحكين حكاياتهن تحت أنظار أدوات قمعهن ، لافرق هنا بين جدار عازل شق منزل الست منيرة فأصبحت تسكن الشارع وبين زوج إنتصار الرابض أمام الكاميرا حيث تحكي زوجته كيف يضربها أخاه ، وبين الحكايات تتأرجح بنت جميلة يراوح الفيلم بين مشاهدها وهي تلعب بعيدا وحرة فيما ينتظرها المستقبل بنفس المصير .باسل رمسيس مخرج مصري هجر دراسة السينما في معهد السينما في القاهرة منذ ثمان سنوات ، وإستكمل بأسبانيا دراسته وبدأ في إنتاج أفلامه الإجتماعية السياسية بمجهود مستقل وبمشاركة مجموعة عمل أسسوا شركة بسيطة يمثل فيلم " مراجيح " خامس إنتاج لها ، وقد عرض إسبوع السينما الأسبانية في مصر منذ عامين فيلمه الأول " الجانب الآخر للإقتراب من لابابيس" والذي يرصد حكايات المهاجرين غير الشرعيين في أقدم أحياء العاصمة مدريد وأكثرها تعددا ثقافيا ، وعرض فيلمه الأخير بنقابة الصحفيين الأسبوع الماضي كما يعرض يوم 21 نوفمبر بالمركز الثقافي الإسباني.صوت الأنين الخافتالفيلم البالغ زمنه نحو 98 دقيقة يجمع بورتريها واسعا لنضال المرأة الفلسطينية في كامل تناغمه ، من أم الأربع شهداء وجدة الشهيد التي تحكي مأساة إغتيال أبنائها بقذيفة مدفع إسرائيلي إلي الأسيرة الأستشهادية التي تمضي خمس وثلاثون عاما في السجون الإسرائيلية ، من أم حسن التي أجهضت علي أحد الحواجزالإسرائيلية فيما زوجها يقطع علي الطريق الحبل السري لشهيدته الجنينة ، إلي المرأة الفلسطينية التي تبحث عن لم شملها بزوجها السجين السابق عند مفترق الطرق والوثائق ، من السجينة السابقة والمناضلة السياسية الحالية إلي الفتاة التي منعت من إكمال دراستها العليا بعد سياسيات الإغلاق الإسرائيلية للأراضي الفلسطينية ، نساء يحكين ربما لأول مرة عن الضرب المنظم من قبل الأزواج وإخوانهم ، نساء يتحدثن عن سلطة عائلة الزوج القبلية التي بيدها حياة الزوجة وحياة أبنائها ، عن الزوجة التي وقفت إلي جوار زوجها ليتزوج من أخريات ويسكنهن نفس المنزل ( لأن عاداته لاتقبل وجود سيرلانكية لخدمته كما صرح الزوج أمام زوجته الجديدة) ، للفتيات ذوات البشرة السوداء والعانسات رغم تعليمهن العالي لمجرد أن بشرتهن سوداء في عنصرية جديدة ووافدة داخل المجتمع الفلسطيني نفسه ، حكايات القتل بإسم شرف العائلة المسكوت عنها والتي تغض الشرطة الإسرائيلية الطرف عنها بمنطق إحترام العادات الثقافية الفلسطينية !! وكأنها تحترم فعلا الفلسطينيين ، والحقيقة أنها تمارس ترحيبا بأي إضطهاد يقع بين من تضطهدهم حتي ولو كانت الفتاة المتهمة هي ضحية إشاعة مغرضة ، الحكايات هنا مؤلمة بحجم القمع المزدوج والذي تدفع المرأة الفلسطينية فواتيره مضاعفة ، قمع إحتلال لايجد غضاضة عن إغتصاب المعتقلات و قمع بنية مجتمعية محاصرة بمفاهيم بدوية ذكورية لا تؤمن بحقوق المرأة ، هي البنية نفسها التي تجعل من المرأة الفلسطينية شهيدة عند نقاط التفتيش وزوجة لشهيد وأم لأسير ومعيلة لأسرة مناضل في السجن ، تتحمل المرأة كل تلك الأعباء لكنها لاتستطيع أن تشتكي ضرب زوجها أو حماها أو أخ الزوج ، هي الحلقة الأضعف بكل إمتياز وعليها أن تتحمل طالما لاصوت يعلو فوق صوت المعركة ، فليس هناك مبرر أيا كان لتبرير ذلك العنف بإسم أن الرجال يدفعون ضريبة الدم ، الأخ المقاوم والمناضل لاكرامة لنضاله إذا عاد فضرب زوجته أمام أبناءه مع إحترام الجميع لدوره ، السلطة والقمع ممارسة ربما أحيانا ما تساوي بين الضحية وجلادها ، لكنها لاتعطي مبررا لأن تتفشي روح القمع بين المقموعين أنفسهم ، فنضال الشعب الفلسطيني ضد آلة دولة همجية ووحشية وعنصرية هي في جانب منها مواجهة حضارية ، صدام بين قيم تنفي بإسم النقاء العنصري وجود شعب يعيش علي أرضه ، قيمة العنصرية كما تمثلها دولة إسرائيل ، وبين أصحاب الحق المدافعين عن قيمة الإنتماءو حضارة التسامح مع الآخرممثلا في الشعب الفلسطيني الصامد، ولامبرر في أي لحظة لكي نتحول إلي ضد ما نؤمن به تحت شعارات القيم البالية ، وهذا المزج تحديدا بين الإطار العام للقمع ممثلا في إسرائيل والإطار الخاص ممثلا في القيم الإجتماعية هو ما يكسب فيلم " مراجيح " قيمته الخاصة ، قيمة لاتستطيع الأفكار المعلبة في الريبورتاج التلفزيوني كما تقدمه قناة الجزيرة وغيرها أن تعبر عنها ، فالريبورتاج التلفزيوني يضع نصب عينه خبرية الحدث لا زاوية تحليله الأعمق ، فربما يذهب المحقق التلفزيوني ليغطي مشهد الإجهاض علي الحاجز الإسرائيلي مركزا علي إيجاز المشهد في صيغته الخبرية ، لكن لن يستطيع الخوض في ألم تلك التجربة بعد مرور زمن كاف حين تحكي نفس المرأة عما تبقي لها من آلام وذكري عنيفة أثرت علي حياتها ، وهذا تحديدا هو الفارق بين ريبورتاجية أكثر الأفلام التلفزيونية وثائقية ، وبين الفيلم التسجيلي السينمائي .المواجهة .. الذات ..الآخرفي فيلم " مراجيح " نتأرجح فعليا بين تواصل تلك الحكايات وتستسلم الشخصيات بشكل حقيقي لتحكي الحكاية بعنف وطأتها خارج إستسهال الصيغة الخبرية ، الكاميرا مثلا في مقابلة طويلة مع إحدي الشخصيات ( إنتصار ) إستطاعت أن تجرء الشخصية للحديث عن ذكريات الطفولة العنيفة مع الأب القاسي ، الزوج يجلس دائما في يسار الكادر صامتا وتتواصل الحكاية لتخبر الزوجة زوجها بما لم تستطع يوما أن تحدثه به ، تحكي فيما هي تبكي لأول مرة لماذا إختارته زوجا ، تحكي له لأول مرة عن ألمها من عقاب أخيه لها حين حطم ضلعيها لمجرد أنها منعت أغنامه من دخول حوش بيتها ، المقايلة تتحول إلي مواجه مع الذات ، فتحكي إنتصار وكأنها لاتري أحد وكأنها وحيدة تقدم كشف حساب لحياة طويلة عنوانها المعاناة لاأكثر .الفيلم عنيف في قدرته علي جعل السيدات هم الصوت الوحيد لألآلمهم الشخصية ، عنيف في جرأة إنحيازه لضعف تلك الحلقة الهشة والباسلة في نفس الوقت ، الزوجة التي تحكي عن زياراتها النادرة لزوجها في المعتقل تعلم إبنتها التي لم تري أباها يوما أغاني النضال، وتسأل إبنها إن كان قد أرسل معه قبلة لها ، عندما تحكي الطفلة ذات الخمس سنوات عن رحلتها الطويلة ( ثمان ساعات من بيتها في بير السبع حتي مكان السجن ) لتري أبيها من خلف سلك شائك لدقائق تجعلنا ندمع لتك الطفولة النقية التي دخلت إلي مصطلحات حياتها طائرة الإف 16 وحواجز التفتيش المهينة ، القسوة في أن تضع أما حجرا علي موقع إستشهاد أبنها في حديقة المنزل لتقول للكاميرا هنا وجدناه دماء في ملابس فأقمنا له شاهدا .المؤكد أنه بعد مشاهة متأنية لهذا الفيلم سنضع يدنا بشكل حقيقي علي حجم وعمق الألم الفلسطيني ممثلا في نسائه ، ألم لن تكون آخر مشاهده ما حدث في بيت حانون ، فخلف كل بيت مقصوف وزوج معتقل وشهيد في طريقه إلي المشرحة ألف حكاية لم تحكي بعد ، وهن النساء حملة أختام الحكاية الحقيقية التي ستتوارثها أجيال قادمة ، فالنساء لايملكن غير الحكاية ، وأكرم بها من مروية.

1 comentario:

Anónimo dijo...

سید اولاد پیغمبر اسلام = سنده اولاد شیطان

سید اولاد زهرا بنت رسول = فضله نجس شیطان در خاک پاک ایران.

سنده موجودات در حلقوم فاطمه زهرای بنت رسول الله

کیر سید مجهول تو کس خو کون خواهر و مادر سید اولاد پیامبر اسلام

سنده ملت جهان تو کس و حلق خواهر و مادر مداحان و روضه خوانان خاندان محمد رسول الله