sábado, 3 de marzo de 2007

Amanecer - الشروق


"مراجيح" ، وثائقي اسباني حول أوضاع المرأة الفلسطينية


حظي الفيلم الوثائقي "مراجيح" الذي أنتجه التلفزيون الإسباني مؤخراً حول ظروف حياة المرأة الفلسطينية في ظل الاحتلال الإسرائيلي بنجاح مدو على مستوى دولي.وأخرج الفيلم الذي تبلغ مدته ثماني وتسعين دقيقة المخرج المصري باسل رمسيس الذي أقام في اسبانيا لمدة ثمانية أعوام.وقال رمسيس لصحيفة الأهرام المصرية "لقد كانت القضية الفلسطينية مهمة بالنسبة لي.لقد شعرت أن بإمكاني عمل برنامج وثائقي صادق."
وسيتم عرض الفيلم الذي قامت بإنتاجه شركة الديرة للإنتاج الفني بالتعاون مع العديد من المؤسسات والشخصيات الفلسطينية والإسبانية، على الجمهور الإسباني خلال الأسابيع القادمة.وانتهت الشركة المنتجة حالياً من مرحلة ما قبل الإنتاج للفيلم الذي يتحدث عن تاريخ بعض النساء الفلسطينيات المقيمات في إسرائيل و الأراضي المحتلة وفي مخيمات اللاجئين.ويمكن للمشاهدين من خلال هذه المشاهد الولوج إلى عالم النساء الفلسطينيات الذي تتأثر فيه الحياة بسلوكيات احتلال وحشي عنصري وببعض القضايا المرتبطة بالجنس.
وتعين على رمسيس تجاوز العديد من المشاكل.وأكد المخرج المصري للأهرام أنه تعرض في بروكسل وقبل توجهه لتل أبيب للاستجواب وعلى مدى أربعة ساعات على يد عناصر من الموساد الإسرائيلي أجبروه على التعري لتأكد من أنه لم يكن "يخفي شيئاً." كما تمت مصادرة الكاميرا التي كان يحملها ولم يعدها عناصر الأمن الإسرائيلي له حتى وصوله إلى مطار بن غوريون في تل أبيب.
وتم تصوير الفيلم الوثائقي في النهاية خلال صيف عام 2006 في العديد من الأماكن غزة والقدس وبيت لحم ونابلس وأريحا والخليل وحيفا والناصرة وصحراء النقب.وقام جهاز الشاباك (الأمن الداخلي الإسرائيلي) بتتبع رمسيس إلى كل الأماكن التي كان يتجه إليها خلال إقامته في إسرائيل.كما تعين على المخرج المصري عند الانتهاء من العمل إخراج الكاميرا والفيلم بشكل سري من إسرائيل تجنباً لمضايقة أخرى في مطار بن غوريون عند العودة إلى اسبانيا.
ويحاول مراجيح أن يعكس بأوسع وسيلة ممكنة التعدد السائد بين مجموع النساء الفلسطينيات وهو ما يظهر بصورة حتمية غالبية من النساء الفقيرات ومن الطبقة الوسطى ممن تحيط بهم ظروف قاسية جداً.
وفقدت جميع العائلات الفلسطينية تقريباً أحد الأبناء أو الأخوة أو الأب-إما لوجودهم في سجن إسرائيلي أو لأنهم تعرضوا للاغتيال على يد الجنود الإسرائيليين-، وهو ما زاد العبء على النساء اللواتي تحولن إلى في الغالب إلى مصدر الدخل الوحيد لعائلاتهن.
وكان لبعض السياسات التي تنتهجها إسرائيل مثل هدم البيوت وتقييد حركة المواطنين وحواجز التفتيش وإغلاق الطرق تأثير كبير على النساء الفلسطينيات.ويظهر الفيلم معاناة هؤلاء النساء لبعض المشاكل الخاصة مثل نسبة بطالة عالية تفوق النسبة عند الرجال.
ويتحدث الفيلم الوثائقي عن قصة السيدة الفلسطينية لطيفة محمد التي تقضي حكماً بالسجن لمدة 35 سنة في أحد السجون الإسرائيلية.وتعيش شقيقة لطيفة في أحد مخيمات اللاجئين في مدينة نابلس في الضفة الغربية.وقام زوج السجينة الفلسطينية بعد صدور الحكم على زوجته بالانتقال للأردن حيث تزوج هناك مع امرأة أخرى.
كما ينتقد الوثائقي في نفس الوقت بعض مظاهر المجتمع الفلسطيني مثل "التمييز ضد أصحاب البشرة الملونة"فعلى سبيل المثال يؤكد الفيلم أن الزواج يعتبر مهمة أكثر صعوبة بالنسبة لصاحبات البشرة السمراء.كما يتعين على بعضهن مواجهة بعض مشاكل العنف ضد الجنس.
ويجري الفيلم عدة مقابلات مع نساء عربيات-إسرائيليات مثل رجاء الزوغي.وشاهدت الزوغي عندما كانت طفلة كيف جرى تعيين غولدا مائير رئيسة لوزراء إسرائيل حيث قالت وقتها لعائلتها أنها تريد أن تصبح رئيسة وزراء عندما تكبر قبل أن تفاجئ بإجابة ذويها اللذين أكدا لها استحالة تحقيق ذلك لأنها، وعلى الرغم من الجواز الإسرائيلي الذي تحمله، عربية الأصل.
ومع ذلك يظهر الفيلم أن وضع النساء الفلسطينيات يتحسن بفضل النضال ضد الاحتلال.وقادت النساء عام 1987، أي قبل وقت قليل من اندلاع الانتفاضة الأولى، حملة مقاطعة المنتجات الإسرائيلية في الأراضي المحتلة.كما قامت النساء الفلسطينيات خلال الانتفاضة الأولى بحملة من أجل فتح المدارس التي كانت قد أغلقتها سلطات الاحتلال كما قمن بفتح مدارس سرية ليتلقى أبنائهن التعليم فيها.
وتم إدخال نظام كوتا جديد عام 2005 لضمان احتلال النساء ما نسبته 20% من مقاعد المجلس التشريعي الفلسطيني، كما تم حجز مقعدين على الأقل للنساء في مجالس الحكم المحلية.وشهد عدد النساء اللواتي ترشحن للانتخابات التشريعية الماضية ازديادا ملحوظاً، وهو ما تعزز بانتخاب 163 سيدة خلال الجولة الثانية من الانتخابات البلدية التي جرت في أيار من عام 2006.
ويصدح خلال أحد مشاهد الفيلم صوت سيدة الطرب المصرية أم كلثوم بأغنية أعطني حريتي أطلق يدي إنني أعطيت ما استبقيت شيئاً ،" في حين تعرض الكاميرا صوراً لجدار الفصل العنصري الذي يبنيه الإسرائيليون في الضفة الغربية.كما يسمع صوت المطربة الفلسطينية ريم البنا تغني عن قصة عصفور يحلق "فوق أراضي فلسطين الحرة"، كما تشاهد صور لدبابات وجنود وأعلام إسرائيلية."


No hay comentarios: